دار أحبة الضاد للنشر الإلكتروني

الخميس، 14 أكتوبر 2021

النفس التائهة للكاتبة مريم عماد رمزي


كتبت/ مريم عماد رمزي 


أين أنتِ يا نفسي من كل ما يحدث؟! 
أين توجد روحك الحقيقية من وسط هذه الزحام؟! 
أعلم أن الجميع منشغل، وكم من أيام سخيفة نعيشها ونتمنى زوالها، نتمنى أن تعود تلك الأيام التي كانت فيها ضحكاتنا تزلزل الأرض؛ لعل نجد أنفسنا فيها؛ فعيناي لا زالت متعلقة بأماكن وبتفاصيل محددة، فهل ستقيدني في زنزانة محددة من الوقت في العمر؟! 
أعلم أنكِ لا زلتِ عالقة هناك مع هؤلاء الأشخاص، الأماكن، الأحداث، فمتي تطلقي سراحي؛ لتبدئي حياة جديدة؟، حتى وإن كانت شاقة مؤلمة، فليس لأمس أي حجة؛ ليفرض نفسه علينا للأبد، وليس لقلبي مبرر؛ لتعلقه بمن كانوا هناك سابقًا.
هل تنتظري مخالفة الطبيعة البشرية، وأن يعود الماضي بمراراته؟! 
حتى وإن عاد لم يصلح أي شيء، بل سيكسر ما تبقى بداخلنا؛ لأننا نعلم أنه وقت بلا فائدة ونعلم أن نهايته مريرة بالنسبة لنا، فانظري إلى الأمام دائمًا، واتركِ جروحك تنزف وتظهر ليست عاهة بل أنها قدرك؛ فهي لم تختفِ أبدًا، بل ستكبر مع الوقت، أعلم مدى بشاعة السير بجسد فقط بلا روح، ومدى الخوف مما ينتظرنا، ولكن ليس من المنطقي أن تعوقنا قليل من ذكريات الحياة مثل البشر،
وتخيلنا لما هو أبشع وأسوء للمستقبل الذي قيد أنفسنا، وتخيلاتنا في حاضر مظلم، ولكن من يعلم الحاضر والمستقبل! أليس من الممكن أن تخيب تخيلاتنا تلك المرة؟! وأن نجد أنفسنا مجددًا؟!
فلك السباق مع الدنيا والقدر، فإما تلك المرة تخيب ظنونك وتفوز بالثقة في الله،وإما أن تيأس من رحمة الله وفي تلك اللحظة ستخسر بالفعل، فيجب أن يعود أملك في الحياة مجددًا؛ فتلك هي سنة الحياة لا فرح يدوم،
 ولا حزن يدوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أحبة الضاد للنشر الإلكتروني