قصة قصيرة بعنوان ”نظرة عاشق‟ للكتابة شيماء مسعد "المشرقة"
تحرك أدم بسيارته وهو يلعن ذلك العميل الذى قام بتاخيره كل هذا الوقت ورفض اتمام الصفقه فى النهاية توقف عن سبه واوقف سيارته عندما لفت نظره فتاة تبدوا فى عمر الرابعة والعشرون تجلس على احدى الكراسى المنتشره على النيل ويبدو انها ليست بخير
لا يعرف كيف نزل من سيارته او متى وصل إليها كل مايتذكره هى تلك النظرة التى رائها بعينيها عندما شعرت به بجوارها قبل ان ينحنى جسدها وقبل ان يصل راسها للكرسى كان يحملها ويضعها بسيارته ويتوجه الى أقرب مستشفى قد تقابله لينادى احدى الممرضات التى احضرت كرسى متحرك ليضعها به ويتتعبها الى حجره الاستقبال للاطمئنان عليها توقف امام الباب حتى تنتهي الطبيبة من فحصها
لفت انتباهه رنة الهاتف المستميته للاجابة الصادر من حقيبتها التى حملها معه حتى تستفيق فاضطر الى فتحها واخراجة ليرى مكتوب على شاشته My fiancee fady فاوقف أول ممرضة تمر امامه وطلب منها ان تجيب وان تخبره ان صاحبه الهاتف فى المستشفى وتمليه العنوان دقائق وخرجت الطبيبة لتخبره انها بخير وقد فاقت وما حدث سببه انخفاض فى ضغط الدم وانها تستطيع الخروج بمجرد انتهاء المحلول وستكتب لها على دواء ومن الأفضل ان تتابع مع طبيب ان تكرر الأمر فاستاذنها للدخول وسمحت له فترك لها حقيبتها على كرسى بجوارها وقبل ان يتحدث انفتح الباب ودخل شخص يتنفس بصعوبه ويبدو انه كان يجرى وظهر عليه المفاجئه لرؤيته
ليقول " مستر أدم انت بتعمل ايه هنا هى تعبت فى الشغل وحضرتك اللى جبتها"
ويتحرك باتجاها لتصرخ به " اخرج بره مش عايزه اشوف وشك تانى"
ليصدم الاثنان فيتنحنح أدم ويقول " عن اذنكوا همشى أنا وحمد الله على سلامتك "
وخرج قبل ان يسمع ردها ويترك الباب مفتوح لنصفه
ليقول فادى " كوكى مالك حصل ايه انتى كنتى كويسه قبل ما اخرج من الشغل "
لتصرخ " تقصد قبل ماتمشى مع صحبتى وتروحوا شقتها " لتتحول ملامحه من القلق عليها الى الخوف والرعب قبل ان يتماسك ويسالها " مين الكداب اللى قالك كدا "
لتعود للصراخ عليه " انت اللى كداب انا شفتكوا بعنيا كل مره كنت بشوف بصاتكوا لبعض بكدب نفسي واقول مستحيل أقرب انسانه ليا تخنى ومع مين مع خطيبى اللى كلها شهور وهبقى مراته أكيد أنا ظلماكوا وتفكيرى غلط وانتوا مجرد زملاء واصدقاء زى مابتقولوا دايما مستحيل الغدر والطعنه تجيلى منكوا وانا عمرى ما قدمت ليكوا الا الخير فا ليه الغدر والخيانه ليه لما الحب اللى قلتلى عليه اختفى مصارحتنيش وسيبتنى عشان افضل فكراك بالخير بدل الكره اللى بقى جوايا ليكوا "
فادى " انتى فاهمه غلط أنا هفهمك "
لتقاطعه صارخه " اخرس لسه هتكدب عليا أنا مشيت وراكوا وشفتك طالع معها العمارة ولما سألت البواب عنها قالى انها لسه طالعه مع جوزها شقتها "
فقال " هى السبب قربت منى لما انتى قلتلها أنك بتصدينى ومبتخلنيش المسك لان لسه متكتبش كتابنا ومقدرتش ابعد أنا سبق وكلمتك انى محتاج نقرب من بعض "
شعرت أنها بداخل حلم
لتقول بصوت يشبه الهمس " انت أكيد مجنون أنا مش فاهمه انت بتفكر ازاى يا اما اسلملك نفسى يا اما تخنى طب هتامن لى بعد كدا ازاى هتكمل جوازك منى ازاى من غير ماتفكر انى ممكن اسلم نفسي لغيرك بعد الجواز زى ما عملت معاك " ليصمت لتصرخ به " انطق اتكلم لو فاكر أنك هتحملها الذنب لوحدها فانت غلطان دا ذنبكوا سوا وتشيلوه سوا مش هتفرق مين بدأ اللى يهمنى انكوا ارتكبتوه سوا ومسكتوا اتلم خنجر وطعنتونى بيه لدرجه انه بيقتلنى من غير ماينزف ومن غير ماحد غيرى يشوفه او يحس بيه أنا مش هطلب منكوا تسيبوا الشغل عشان ماشفش وشكوا بعد كدا أنا بكرة هقدم استقالتى وحاجتك هبعتهالك أنا مش عايزه حاجه تفكرنى بيك واتفضل اخرج بره أنا محتاجه ارتاح "
ليخرج وتدخل احدى الممرضات فتطلب منها ان تناولها حقيبتها لتخرج هاتفها وتتصل بوالدها لياتى ويأخذها والذى بمجرد حضوره انهارت بداخل احضانه باكيه وهى تخبره بما حدث انتظر حتى هدأت
وقال " أنا مش هقولك متزعليش او بطلى عياط لان دا حقك ولازم تخرجى كل اللى جواكى عشان لو حصل وجم على بالك او افتكرتى او قابلتيهم متبكيش تانى لانهم ميستهلوش ولا يستحقوا دمعه من عيونك الغاليه المفروض هما اللى يبكوا بدل الدموع دم وهما بيشوفكى قدامهم اقوى واحسن منهم لما يحسوا بالذنب وأنك مخسرتيش ببعدهم عنك وانهم هما اللى خسروا فأنا مش موافقك على أنك تسيبى الشغل انتى مش ضعيفه ومغلطيش عشان تستسلمى وتسيبهم يفرحوا بكسرك أنا بالليل هرجعله كل اللى يخصه وبكره هروح شغلك واقدملك على اجازه تحبى اقدملك على كام يوم "
لتقول " بس يابابا "
ليقول " من غير بس اعملى حسابك بكره بعد ما ارجع نروح اسكندرية اسبوع اهو تروحى للبحر حبيبك تفكرى فى كلامى وتهدى وترجعى لشغلك قوية زى ماربيتك وعلمتك " لتهز راسها بالموافقه
فيقول " طب جهزى نفسك هاحاسب المستشفى ونروح "
ليتركها ويذهب لقسم الحسابات فيخبروه انه تم الدفع بواسطة الشخص الذى احضرها فيعود ليخبرها ويعودا سويا الى المنزل لتجد والداتها بإنتظارهما فزوجها خرج سريعا دون ان يخبرها بشئ فلم يكن يريد إقلاقها قبل أن يعرف ماحدث لابنتهما فهى تقلق عليها بدرجه كبيرة كونها إبنتهما الوحيدة فطلب من ابنته ان تذهب وتغير ملابسها حتى يجهز الغداء واخذ زوجته ليخبرها بما حدث والا تحدثها فى شئ وتتركها لتهدأ وتستريح وتجهز كل ما احضره فادى ليعيده إليه فى المساء ولتقم هى بتجهيز مايحتاجونه للرحلة .
فى صباح اليوم التالى توجه والدها أنور الى الشركة التى يعمل بها وقدم على اجازه ثم ذهب الى الشركة التى تعمل بها كوكى كسكرتيرة فى قسم المحاسبة منذ ثلاثة اعوام والذى تعرفت من خلاله على صديقتها أحلام التى كانت تعمل فى قسم الاستقبال عندما ذهبت للتقديم على الوظيفة ثم فادى احد المحاسبين بها والذى تقدم لخطبتها بعد تعينه بفتره قصيره .
انتظر لفترة من الوقت حتى اتوا له بالموافقة على طلب أجازتها وأخبروه بإبلاغها ان تذهب لتقابل المدير عند عودتها لانه تم نقلها من قسم المحاسبة ليعود سريعا للمنزل ليخبرها انه كان محقا وان الله معها ويرتبها فها هى لن تعود لتعمل وترى فادى طول الوقت وبعدها استعدوا وتحركوا الى الأسكندرية .
قضت ذاك الأسبوع بين جلوسها فى المنزل أو على الشاطئ أغلب الوقت والقليل من النزهات رغما عنها مع والدايها جعلاها تهدأ ولا تستسلم للعزله وتفكر جيدا بحديث والدها وأنه محق فهى لم تخطئ ولكن هل تقدر على مواجهتهما النظر بداخل أعينهما دون أن تنفر منهما ويظهر عليها الاشمئزاز هل عرف أحدهم بما حدث وخيانتهما لها كيف سينظرون لها بالشفقه ام بالسخرية لانهما استطاعا خداعها تشعر بالخوف من مواجهة الجميع وأن ترى بعيونهم ما لا يستطيعون قوله هل ستكون قوية كما يطالبها والدها ام ستهرب من نظرات الجميع أخذت تشجع نفسها بأن تحاول وأنها لن تخسر أكتر مما خسرت .
رغم كل كلمات التشيجع التى أخذت تعيدها بداخلها مرارا وتكرارا ونظرات والدها المشجعه والمطمئنه لها قبل خروجها من المنزل الا انها تسمرت فجاءه امام الشركه لاتقوى على الحركة للدخول ولا على الالتفاف للعودة من حيث أتت تقسم انها تستطيع سماع دقات قلبها التى اذدادت خفقاته بسرعه جنونيه وتشعر انه سيسمعها كل من تمر بجواره وسيعلم بخوفها .
وقف بعيد عنها يراقبها وينتظر قراراها وعندما طال انتظاره وجد نفسه يتجه إليها دون أن يشعر ويقف بجوارها وقبل أن ينطق بشئ وجدها تنظر له عندما رأت خيال شخص يقترب منها ليرى بداخل عينيها خوف يتحول لتلك النظرة التى شاهدها بعينيها أول مرة فيتوه للحظه ببنية عينيها قبل ان يتماسك ويطلب منها أن تتبعه وكالمسحوره سارت خلفه لاتنظر سوى إلى ظهره ومشيته الشامخه وارتفاع راسه لتحيه كل من يمر به لم تنظر لأحد سواه وقد تناست خوفها الذى كاد ان يجعلها تتراجع ركبت معه الأسانسير وهى تنظر إلى الأرض خجلا لتداركها انها تتبعته لداخل الشركة وركبت معه وحدها نزلا بالطابق المتواجد به مكتبه وتتبعته الى باب المكتب ووقفت بالخارج لا تعرف ما عليها فعله حتى وجدته يعود إليها ويشير باصبعه لتتبعه ثانيه جلس على مكتبة واشار لها بالجلوس فجلست وهى تنظر ليديها التى تفركها بتوتر وظل ينظر لها للحظات شعرت بها دقائق .
قبل أن يقول " والدك بلغك أنك اتنقلتى من قسم الحسابات "
لتهز رأسها وتقول " وقالى أقابل المدير "
ليقول " مفيش داعى أنا هبلغه أنك جيتى واستلمتى شغلك "
لتنظر له بمفاجئه فيكمل " هو كان هيبلغك أنك بقيتى السكرتيرة الخاصة بيا دلوقتى هتيجى يسرا تعرفك مكتبك والشغل ماشى ازاى وهتبقى معاكى أول أسبوعين قبل ماتسيبنا عشان فرحها اتمنى تفهمى منها الشغل كويس وتحفظيه "
لحظه ودق الباب فسمح بالدخول لتدخل فتاة بمثل عمرها ليعرفهما على بعضهما ويستاذنا للذهاب لتأخذها يسرا الى الخارج لتكتشف ان مكتبها جزء من مكتبه ويفصل بينهما باب لادخال العملاء ولكن طمأنتها يسرا بانه لا يمر من هذا الباب بل له باب آخر يدخل منه الى مكتبه ويتصل بها بالهاتف لتذهب له بدفتر المواعيد والايميلات الخاصة بالعمل مر الاسبوعين سريعا رغم كثرة العمل والمهام الكثيرة المختلفة عن عملها السابق الا انها لم تشعر بهم واستطاعت بسهوله فهم المطلوب منها وما عليها عمله.
ورغم تشتتها لحظه دخولها مكتب أدم كل صباح كلما نظر إليها بإحتواء واطمئنان ان كانت بخير أو لا إلا انها أحبت العمل معه وذاك التناغم بينهم فهى تعلم ما يريد دون أن يطلب وهو يفهم قلقها وخوفها من أن تخطئ فلا يضغط عليها وينتظرها ان تتعلم .
فى الصباح كانت تقف بجوار مكتبها ترتب الاوراق فوق بعضها وتسجل الايميلات وترتب المواعيد وقد قامت بفتح هاتفها على بعض الأغاني بصوت هادئ حتى تستمع لرنين هاتف المكتب عندما يأتي أدم ويطلبها .
فلم تشعر به وهو يقف أمامها حتى استمعت لصوته
يقول " صباح الخير " فتجيبه وهى تحمل الاوراق وتسير خلفه الى مكتبه لتتشت كالعادة بنظرته إليها فتنظر إلى الأرض ليبتسم لثوان قبل ان تنظر له وتبدأ بإخباره بمواعيدة والايميلات وتخرج لتطلب له قهوته اليومية .
ويمر اليوم كالاسبوعين الماضين ولكن بعمل أكثر فقد كانت تساعدها يسرا قبل أن تترك العمل وأيضا تغيرت بعض عادات أدم فقد اصبح يدخل ويخرج من مكتبها وكلما إحتاج إليها خرج يناديها بدلا من أن يهاتفها .
مر شهرين على عملها معه وزاد بهما تشتتها وبعثرتها فقد أقترب منها أدم كثيرا ولا تعلم كيف سمحت بذلك فقد كان يترك الباب بينهما مفتوحا رغم كاميرات المراقبه بالمكتب الا انه يحب رؤيتها امامه دون حواجز ويتحدث إليها كثيرا ويضع الكثير من الاعذار لتبقى معه بالمكتب تبحث عن اوراق او دفاتر ويذهب لمكتبها ليتناول وجبه الغداء معها لانه لايرغب ان يتناولها كل منهما بمفرده وهما يجلسان بمكتب واحد .
لا تعلم ماذا حدث لها فهى بمجرد نظره منه لاترفض له طلبا وبدأت دقات قلبها تتسارع بوجوده جوارها كثيرا وتشعر بدقاتها غير منتظمه اما انها تفقد بعض دقاتها او تزداد كلما كان قريبا منها او سعيدا او حزينا أصبحت تخاف مما تشعر به نحوه ولا تعرف حقيقته .
هل تعلق نتيجة الامان الذى تشعر به معه واحتوائه لها ونظره الاطمئنان عليها كل صباح وتلك النظرات الأخرى التى لاتستطيع تفسيرها .
أم أن ماحدث جعلها متخبطة تستجدى المشاعر وتتمنى لو ان هناك من يحبها حقا ويتقبلها كما هى فتتوهم انه يحملها لها .
أم أن قلبها قد قام بخيانتها وتعدى تلك الحدود التى تضعها له وأحبه دون أن تشعر كيف ومتى .
فهى تشعر أحيانا أنها تعرفه او سبق لها ورأته قبل تلك المرة أمام الشركة ولكن لا تتذكر أين أو متى .
منذ الصباح وهو يجلس بمكتبه لم يخرج أو يطلبها تشعر أن هناك خطب به تشعر به قلق أو خائف ولا تدرى السبب فهو قد أخبرها أمس قبل أن يذهب أن تحضر قاعة الاجتماعات الكبيرة عندما تحضر فى الصباح لوجود إجتماع طارئ لجميع موظفين الشركة وعندما أتى لم يسالها إن كانت قد جهزتها او لا ولم يبقى سوى ساعتين على موعد الاجتماع ولم تراه
لا تعرف لما إنشغل عقلها به وأخذت تفكر بما به وما يحدث له وتقلق عليه انقطعت أفكارها فجاءه عندما وجدته يقف أمامها بنظرات غاضبه لا تعرف سببها لتنتفض واقفه وهى لا تعرف مافعلته ليجعله غاضب هكذا طلب منها تتبعه فأخذت دفترها وجرت ورائه حتى غرفه الاجتماعات دخلت خلفه وهل تنظر للارض فلم ترى اى من الموجودين حتى استقر بمقعده ووقفت بجواره فطلب من الجميع الجلوس فجلسوا ماعداها .
تفاجئ به الجميع يحدثها بغضب .
ويقول " أنا قلت اقعدوا "
لتشعر بالاحراج وتجلس بالكرسى الذى بجانبه وتنظر حولها لتجد الجميع ينظر لها حتى توقف نظرها على فادى الذى ظل ينظر لها بإشتياق واسف ولكنها بادلتها له بلا مبالاه وتجاهل وكأنها لم تعرفه يوماً ولم تشعر أنها رغما عنها نظرت لأدم وتمنت لو كان ينظر لها ليطمئن قلبها وتتناسى وجود فادى ولكنها ارتعبت لنظرة الغموض التى وجهها لها قبل أن ينظر لفادى ويتحدث فنظرت لدفترها لتسجل مايقوله ولم تنظر لأحد مرة أخرى .
انتهى الاجتماع ورحل أدم أولا وبدأ الجميع بالرحيل وانتظرت هى لتعيد ترتيب المكان .
وجدت فادى يتجه لها بعد خروج الجميع فاوقفته بيدها
وقالت " متقربش وياريت تتفضل تخرج عشان اخلص شغلى "
فقال " ياريت تسمعينى أرجوكى أنا محتاجك "
فقالت " أنا اسفه أظن مفيش حاجة بينا عشان تحتاجنى او تتكلم معايا "
فقال " اتمنى تسامحينى أنا ظلمتك وقبل ماتقولى حاجة فأنا مش هقول غصب عنى لأنى كنت أنانى وافتكرت انى هاخد كل حاجة وأنك حبيتينى زى ماحبيتك ومستحيل تسيبينى "
لتقاطعة قائلة " أنا مخدعتكش لما أتقدملى وقلتلك أنى وافقت لأنى حسيت بالراحة ليك وأنك شخص كويس ومناسب وساعتها قلتلى أن الحب هيجى لما نتعرف أكتر بس أنت بدل ماتطمنى وتخلينى أحبك خلتنى أخاف أقرب وكل مرة اكون معاك أعيد حساباتى وأفكر ألف مرة أنى اسيبك وأتراجع لانى بخاف أكون ظلماك أو بظلمك لما أسيبك لحد ما أنت قدمتلى الفرصة بايديك وخلتينى أسيبك وامحيك من حياتى من غير ندم او احساس بالذنب فياريت توفر كلامك وتنسى أنك عرفتنى فى يوم "
وقبل أن يقل شئ وجدا أدم يدخل فيستأذن ليرحل لتجلس على أقرب كرسى بجوارها وهى تشعر بالارهاق من تلك المواجهة التى كانت ضرورية لتنتهى من الماضي تماما
ركع أدم أمامها وهو يسالها " تتجوزينى "
لتنظر له ذاهله فيكمل " أنا اللى وديتك المستشفى ومن يومها نظرة عينيك مفرقتش خيالى وغصب عنى وقفت أسمع كلامك معاه يوم المستشفى لما عرفت أنه خطيبك والنهاردة عشان أتاكد أن مفيش جواكى مشاعر ليه ولا لسه بتحبيه "
لتنظر له وترى بداخل عينيه نظرة حب لم يستطيع أن يخبئها أكثر من ذلك وهو يكمل
" كنت خايف اصارحك بمشاعرى وحبى وتفاجئينى أنك لسه بتحبيه والنهاردة كنت مرعوب من المواجهة دى وانه يقنعك ترجعيله وأنا خلاص مش قادر اخبى أكتر من كدا ولا قادر على فراقك الكام ساعة اللى بعد الشغل فياريت توافقى عشان مش هاجل فرحنا لوقت طويل يادوب أسبوع تجهزى فيه "
لتقول هامسه " فرحنا "
ليهز رأسه لتكمل " أنا منكرش أن فى جوايا حاجة ليك مش قادرة أحددها وخايفة "
ليقول " خايفه من ايه "
لتقول بصوت مضطرب " أفرض مكنش حب "
ليقاطعها قائلا " عشان عنيكى اللى استنجدت بيا هحوله حب ومستحيل اخليكى تتراجعى او تندمى أنك وافقتى "
اخفضت نظرها عنه ليظل جالسا امامها لوقت طويل يعلم حيرتها وترددها وخوفها .
يعلم ويشعر بمشاعرها التى تكتشفها لأول مرة معه لذلك كان يحتويها ويطمئنها بنظراته كلما نظرت إليه او رأته امامها وهى تستقبلها وتشعر بها دون حاجة للحديث لم يمل من الإنتظار حتى وجدها تنظر إليه مرة أخرى بنظرة طمأنته أنه لم يخطئ بترجمة مشاعرها .
لتقول أخيرا " أوافق على شرط "
ليقول سريعا " بدون شروط أعدك أن أبقى بجانبك وأساعدك لتتاكدى من حبك لى ولكن بداخل منزلنا لأستطيع أن اطمئنك واحتويك بين ذراعى عند حاجتك لذلك "
لتشعر بكلامته تتغلغل بها وتطمئنها لتهز رأسها دون وعى بالموافقة ليقف سريعا ويتماسك قبل أن يضمها ويطلب منها أن تذهب معه لوالدها فهو لن ينتظر حتى المساء ليطلبها منه .
ليوافق والدها بعد موافقتها وتزف إليه بعد أسبوع بحفل زفاف راقى يليق بهما وبسعادتهما التى شاركهم بها كل من حضر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق